مجاوزة اللزوم

Wednesday, December 18, 2013

حينما يحتفل الغزاة بالنصر على الارض السبية



حينما يحتفل الغزاة بالنصر على الارض السبية
الجميع يغازل المتاسلمين ظنا منهم ان الشارع بايديهم وان المستقبل لهم وانهم 
الضامن لنيل بعض الاصوات واستمالة الناس.  السياسيون يهرولون الى االوهابيين والاخوانيين وينبطحون لهم طمعا في القبول بعد ان فقدوا الشعبية المطلوبة ولم يبقى لهم غير الشطحات والمغامرات والشعبوية  في الطرح. هم لا يفهون ان الساحة الشعبية العريضة لن تقبل بهم ولا بغيرهم فهي  تنتظر الموقف الصحيح. الشعب البسيط يفهم جيدا ان الثورة سرقت وان ما حدث كان مؤامرة وان المستفيد منها شريك في المؤامرة. امس، والمهرولون يحتفلون بالثورة على طريقتهم الهزيلة يفسرون بوضوح استقالة الشارع من الشأن العام و انخراط الناس في السكوت.  هذه حالة من حالات الشعب، كما يتحدث المنظرون لحالات الامامة مثلا، تسمى حالة الصمت. تسبقها حالة النكت والتعليق والاحتجاج، وبعدها تاتي حالة الرد التي قد يطول انتظارها لكنها ستاتي فعلا لتكنس الهرولة والسقوط والخيانة.  لم يعد الشعب يطلق نكتا ولا سبا ولا حتى تعاليق ساخرة بعد ان فقد الأمل في الجميع.  نحن الان ننتظر حالة لن تاتي قبل ان يفيض الغليان من السخافات والحرمان والهرطقات.  الكافر بالشعب ساقط لامحالة. من ينام في الحرير هو وقبيله ومقربيه ونابحيه وملمعي احذيته في حين يعاني الشعب في الدواخل والتخوم من الحرمان والقهر لن ينعم بالسرقة والاستيلاء كثيرا. هم ليقرؤون التاريخ ولا يفهمون  ان السكوت رد قبل الرد وأن القهر رصيد في قوة الشعب. كل ذلك يتم باسم الله والاسلام وحب الشريعة والدين الحنيف.  كل هذا يتم باسم الثورة التي ركبها الجميع من "اولاد قراد الخيل" شرقا الى غلمان المخابرات المشبوهة غربا وشمالا وجنوبا.  الموقف مهزلة حقيقية لكل ذي عقل، وهو أيضا واستمناء ممجوج لوضع لن ينتج اية ارادة غير ارادة الشعب. وارادة الشعب، بخلاف ما يعتقدون، ليست صناديق مصنوعة على القياس بقدر ما هي هبات عفوية لا تبقي ولاتذر.   

Sunday, December 8, 2013

خطاب الهرطقات وإغتيال المنطق

خطاب الهرطقات وإغتيال المنطق
كنت استمع اليوم صباحا الى إذاعة الزيتونة للقران الكريم واذ بي أنفتح على عالم من الهرطقات التي تصلح لاقناع الحشاشين بانهم مجاهدون لنصرة دين محمد صلى الله عليه وسلم.  تبين لي ايضا أنهم هم أيضا حشاشون يغتالون المنطق بجلسات تخزين على الطريقة اليمنية قاتا من نوع فاسد سمج.  كان المتحدث عبر الاذاعة الدينية التي من المفروض أن تنطق باسمي وباسم كل مسلم يجتهد و يجد ويجهد نفسه ليضع فواضل معاني يستحي منها اكبر الافاكين.  لقد كان يدافع عن فكرة أن من سجنهم نظام المخلوع هم بمثابة قدماء المناضلين في الدول التي جابهت الاستعمار الاجنبي وينبغي الاكرم معهم حد تقديسهم وتسمية الانهج بأسمائهم.  حضرتني نكتة زيارة بن علي الى موريطانيا و تسمية احدى الانهج باسمه بدل الاسم القبيح السابق.  لا تليق بالمقام السيئ الا نكت من هذا القبيل.
كنت مستعدا أن أمنطق الاشياء لافهم طريقة تفكيرهم الخرقاء اذا ما اكتفوا بنعت اتباعهم بالمناضلين، لكن القول بانهم كانوا يناضلون من اجلنا جميعا وتحقيقا لرغبتنا في التخلص من نظام دكتاتوري كان اقرب الى العصابة منه الى الدولة. لكن ما لا يرضى المنطق قولبه هو اعتبار سعيهم نضالا ديمقراطيا واعتبار تباعهم مناضلين وقضيتهم وطنية، والتخلص الى ان مسعاهم كان الخميرة الت قادت الى تحركات 17 ديسمبر وبذلك فانهم الوريثون الشرعيون للثورة ومكتسباتها و ان فدائييهم هم من خلصنا من المهانة التجمعية، إلى ان يصل الى مجموعة من الاستخلاصات مفادها ان تمجيدهم ورفع ذكراهم وتعويضهم عن سنوات الجمر، والجمر كان دفئا لسيدهم وشيخ طريقتهم في لندن، برواتب مدى الحياة اسوة بالمناضلين القدامى في الدول التي قاومت الاستعمار.
إن الناظر الى افعالهم كانسان عادي لا يبحث في مؤامراتهم الخسيسة يرى بكل وضوح لا يختلف فيه إثنان أنهم كانوا طلاب كرسي من أجله باركوا بن علي واعطوه مسحة دينية وقاتلوه فيما بعد لا لمصلحة الشعب ولا لانشاء دولة مدنية ولا حتى من اجل الاسلام.  لقد كان الموقف يقتضي رأيا قاطعا بلا لانقلاب بن علي لأن الشخص صنيعة مخابرات وتلميذ قمع وتسلط.  التزلف له كان يعني وصولية أو تمسحا لاجل منصب لا نضالا ولا بطيخا.  
كلام لا يستقيم وهرطقة تصعب منطقتها حتى في سياق السفسطة.  لم يجد سقراط من حيلة في محاربة السفسطة غير وضع قواعد المنطق يتم من خلالها التفريق بين السفسطة والفلسفة.  فاذا اكتفينا بقانون عدم التناقض كقانون عام للمنطق يظهر لنا ان الافاكين يصنعون صياغات هرطقية ويقولون ما اتفق لانهم يعلمون ان الاتباع سذج يصدقون كل ما يقوله ساداتهم.  فتصفيق الاخوة القطيع مضمون حتى وشيخهم يقول بكل جزم وحزم وصدق انه يعمل من أجل ّالنفاق" ويسبقه منسق تفجيرات النزل سابقا أنهم يؤسسون ّلديكتاتورية" ناشئة.
إن ما يبنونه من سفسطة يتناقض بعضها ببعض في كل جزئية عمل خطير، ليس على البلد الذي يحكمونه فحسب، بل على الدين والثقافة التي يأثثون جزءا منها بدين كاذب الاسلام منه بريئ.  إن تبني الباطل والسفسطة ومجانبة المنطق وشحن العقول به من أخطر أدوات التخلف واحقرها.  إن ما نحن بصدده هو اغتيال للعقل وقتل للنقد والمنطق ومصادرة للفكر لصالح كل دعي متشيخ افاك.  ان "الخاء النتنة" هذه هي التي جعلت كلام الشيخ منزها لانه يقرّب الى الله زلفى وراي الجماعة فتوى فقهية لان الامة لا تجتمع على ضلال، وما الى ذلك من الهرطقات التي باسمها يغيّب المنطق وتُقتل المبادرة الصادقة للنهوض بالامة.

لقد ادهشتني قدرتهم على نسج الهرطقات و تزيينها لتظهر بمظهر الكلام المبين، إلا أنني تذكرت أن من انفقوا مالهم وحليهم ليصنعوا جسدا له خوار سينالهم من الله غضب وذلّة بتبديلهم لمنطق الاشياء واتباعهم البهتان سبيلا، ثم ينتهى ما افترى الأفاكون والحشاشون.