مجاوزة اللزوم

Monday, December 3, 2012

رسالة مفتوحة إلى كرسي السيد رئيس الجمهورية-

ملاحظة بعد النشر: أسف لقد تراجعت عن كثير مما ضمنته هذه الرسالة وابعث بالرسالة الى كرسي الرئاسة ومن من المفروض به ان يكون في مقام رئيس لتونس بعد ثورتها المجيدة



رسالة مفتوحة إلى مقام وكرسي السيد رئيس الجمهورية

كرسي سيدي الرئيس تحية طيبة 
السلام عليكم
لم يكن تفاعل الشعب معكم منذ إنتخابكم من قبل المجلس التأسيسي من قبيل النفاق ولا مدعاة إلى الأستغراب بحكم ماضيكم النضالي المشرف ومواقفكم المعروفة في نصرة الحريات العامة وتفعيل الديمقراطية. لقد إستبشر الشعب خيرا بمقدمكم على رأس مؤسسة الرآسة بعد الأنتخابات وعلق كثيرا من الأماني على ذلك، رغم إختياركم التصويت على التخلي عن كثير من الصلاحيات التي كانت ستنقذنا من كثير من المنزلقات التي حدثت فيما بعد. لكن، ورغم جهلنا بطبيعة التوازنات داخل منظومة الترويكا حينها، إعتقدنا أن النفس الثوري الذي حملتموه منذ عقود سيقربكم إلى صف الشعب ويجعلكم صمام الأمان في سبيل تحقيق مطالب الشعب وتقعيل شعارات الثورة التي أكدت من جديد سموها على مطالب الأحزاب والنخب السياسية.
اليوم، ولئن أضحت الرؤية أكثر تعقيدا فإن ما وضح من خلال غبار المعارك الحزبية والتحركاتالشعبية يبقى عدم قدرة الأحزاب على إستيعاب مطالب الثورة ولا حتى الموقف الشعبي. إن اللهاث المستمر لمجمل الكيانات السياسية وراء الكسب الحزبي الضيق أصبح في تنافر شديد مع القدرة على تحقيق أهداف الثورة التي يجب أن تمثل دوما مرجعنا الرئيسي لتقييم كل برنامج سياسي أو عمل في الشأن العام. بقدر تناسق برامج وسياسات الأحزاب مع الشعارات الرئيسية للثورة بقدر ما يمكننا ان نثق في قدرتها على تمثيلنا والأئتمان على الثورة. إن الحكم المبطن على الثورة على أنها مجرد تحركات شعبية لا تمتلك وضوح الرؤية أو البرنامج الأجتماعي والقراءة الصادقة للتاريخ الجمعي في سياقه الحضاري والتاريخي هو مكمن الخطأ الذي يبدو أن النخب السياسية تمثلته. مما قد يتجاهله الكثيرون هو أن الوعي الفطري الذي أنتج شعار "شغل، حرية، كرامة وطنية" والرد القوي على الحقرة والتجاهل لمتساكني الداخل بثقله التاريخي والحضاري لم يكن فقط تعبيرا عن مطلب إجتماعي بل أيضا وضعا لمنهاج سياسي في التعاطي مع هذه المناطق. 
أبناء هذه المناطق يا سيادة الرئيس ليست مجرد محروم إنتفض غضبا وثار في حركة مشابهة لثورة الزنج في سياقنا العربي الأسلامي. إن هذا المجال الجغرافي والحضاري هو مخزون حضاري لهذا االشعب توارث الجينات الأصيلة للثوابت والمتغيرات. إنكم لترون اليوم كيف أن المكونات الشعبية تفهم بأدوات الوعي الفطري خور السياسة وأخطاء السياسيين بدون الحاجة إلى محللين أو وثائق أو أدوات أو حتى محرضين. لم يفلح الطرفان سواء المحرضون على الفتنة أو اصحاب القرار في إقناع القوى الإجتماعية بالأنخراط في مسارها. 
لذلك فالأصغاء إلى الناس على بساطتهم هو مطلب أساسي اليوم وأكثر من أي وقت مضى. إلا أن هذا المطلب ليس ممكنا في ظل تمسك الأحزاب بخدمة مصالحها ويبقى الأمل في سيادتكم لتنحازوا إلى مطالب الشعب والثورة و تنقذوا البلد من شرور التجاذب السياسي ومخططات الأحزاب. 
لا أطالبكم بالأنقلاب على الشرعية الأنتخابية بقدر ما أدعوم إلى الاصطفاف إلى جانب الشرعية الشعبية وتمثيل قوى الشعب من غير خلفية إيديلوجية أو إنتماء سياسي. يستدعي الأمر على الأقل تنبيه الغافلين ووضع حد للتلاعب بمصير الشعب من كلا الطرفين بدون تهديد أي كيان سياسي. ولا يكون ذلك في نظري بدون تشجيع الشعب على حمل المشعل واستكمال مشوار الثورة الذي ينتظرنا الكثير لتحقيقه.
مقام سيادة الرئيس إن الثورة التي تجاسرت على دكتاتورية من أعتى الدكتاتوريات الحديثة وطرحت تحديات كان الخوض فيها من قبيلك أحلام اليقظة لجديرة بأن تأخذ مداها كاملا وأن تصبح مرجعا للقوى الثورية في العالم بأسره. ومن الصغارة والمهزلة أن ندع الفرصة تفوتنا لنعيد للتاريخ مجده و نبني تونس التي تستحق بكل إصرار و عزيمة كما فعل الأجيال السابقة والأجداد الذين صنعوا المجد في كل مراحل التاريخ رغم الأطماع الأجنبية. آن لنا يا سيدي الرئيس أن نستحضر همة القادة الأمازيغ العظام وعزيمة الفينيقيين ومبادئ ديننا الحنيف ومرجعية حضارتنا العربية الأسلامية لكي نعلم أننا لم نخلق لنحني الظهر لأمنية عابرة أو نرضى بقشور لا توصنا إلى منصة الأمم التي دفعتها همتها إلى العلى. 
لقد أقدم الثوار بهدم صور السجن الذي وضعنا فيه نظام المهانة سنين طويلة، فهل نعجز عن إقتحام قلعة النصر بالتعالي عن صغائر المطالب وعقلية الأقليات والأحزاب؟ هل تبقى النخب المثقفة من أمثالكم سجينة المشاريع الحزبية والجمعياتية التي لا ترى من ثقب الباب إلا فضاءها؟ 
أملنا كبيرفي إنضمامكم إلى القوى الشعبية غير المتحزبة أو المتربصة بغنائم الشعب .
ودمتم مقام سيادة الرئيس في حفظ الله

No comments:

Post a Comment