مجاوزة اللزوم

Saturday, July 12, 2014

الوهم اشد الاعداء بأسا وخطورة...

الاخوان الواهمون لا يقبلون ان يكونوا دون مرتبة البطولة في كل قضايا الامة بجهلهم وعمى بصيرتهم وانحناء ظهورهم.  هم يظنون ان مجرد التدين المتغابي السطحي يمكنهم من الكذب وشيئ من الخزعبلات والسرقة والنفاق تحت الطاولة وان حملهم لقضايا كبيرة وللواء الدين لهتانا يسمح لهم بمخالفة تعاليم الله. اليس  الله والدين والتعاليم ملكه؟  اليسوا بمثابة ابناء الله؟ اذا فهم اقرب الى المغفرة عن كل الجرائم التي اقترفوها  واقرب الى الله من الغوييم والعلمانيين .. اليسوا احرار في ربهم ودينهم. اليس الاله الذي يعبدون اقرب اليهم من اي كان؟ اليس القول ان الله ربي وانا اصلي له كيفما شئت على قول حد الدراويش مدعي الالصوفية جائزا؟   حالة الالتباس هذه هي تكثيف لمشهد النفاق والجبن في الخلفية الحضارية التي اليها ننتمي.  ان التدين بالدروشة والتلفيق وتلصيق صور اللاهوتية القبول بالفكر الخرافي كما في صحاح المرويات هي مكمن الداء.  ولئن كانت هذه الحالة تعبيرا عن التبرير الخرافي الذي ميز عقل الانسان الاسطوري، فانها تحيل الى غياب النص المرجعي والى الاتكاء على عصا النصوص الملصقة به. بمعنى ان القران ذي السجل الغيبي يحيل الى ما يمكن به للعقل من موازنة الاستعمال المنطقي للاستدلال مع الجانب الغيبي ف ي النص. من ذلك انك مطالبكمؤمن بتصديق ما لم تشاهده من رسالات ومعجزات سابقة لكي يتم ايمانك، لكنك مقابل ه باعمال عقلك في الموجودات من حولك، بتدبر النص نفسه وبفهم وجدانك وتمحيص صدق روح الايمان في صميم نفسك. أي انك في النهاية تستعمل ادواتك المعرفية المتاحة لتحدد موقفك من الدين والايمان وليحصل لديك قبول بالعقيدة من عدمه.  ان هذا الاسلوب المعرفي الوجداني يعطيك حرية استعمال ادواتك لكنه لا ينتظر منك ان تسلك طريق الدروشة والتدين الواهم ...ان يتبعون الا الظن كانت  تهمة الكافرين ولم تكن يوما هو سبيل المؤمنين ...اي ان ما لا يقينية فيه باحدى السبل المتاحة للاقناع وجدانا، عاطفة أو عقلا او نورا في الصدر ليس الا ظنا.
من هنا نفهم ان محاربة الاسلام تبدأ من سلوك طريق الوهم والدروشة التي تنتهي حتما بالتلفيقات والالتواءات و الكذب لتبرير موقف او راي او اعتقاد. وبما ان القران لايسمح بالتغيير فيه نصا عبر هذه الاساليب، بقي الالتجاء الى احاديث العنعنة التي استعملها السابقون والفوها في فترة امتدت حتى مأتي عام بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يقين في انه قد قالها حقا. لا ضير في ان نسلم ما اتفق منها مع مضمون وروح ونص الرسالة لكن ما اضاف الى القران فليس الا بدعة يدخل من خلالها الجهل والى الدين ويبيح به ما نراه .  من تقتيل وتخريب وكفر...ان الكفر بالسنة مجملة هو مدعاة الى تقزيم الدين ومعادات روح النبوة فيه. فهذه رسالة تعاضدها نبوءة خالصة.  لكن التسليم بالنصوص اعتمادا على علم التجريح واقوال الفقهاء ليس الا بيعا للعقل وافسادا للدين  نفسه.
اذا سلمنا ان ديننا دين طهارة فلا يحق لنا ان نقبل باحاديث تقول بشرب بول البعير حتى وان ثبت بالعلم انه    شاف حسب ادعاء باحثي الطاقة مثلا.  واي حديقث يدعونا الى شربه يجب ان نقف تجاهه فلا نتهم الرسول الاكرم بالجهل ولا نقول ان الامر يقيني فلنقبله فلو كان الامر مهما لنا في الدين والدنيا لنزل فيه نص. العسل شفاء وهذا في النص الثبوتي الدلالة والمشترط ايمانيا فلماذا لم يذكر البول ان كان شافيا ... ثم لماذا ينحدر التفكير الخرافي التبريري الى الحديث عن النجاسات واستعمال مفردات لا تليق بادب الحديث؟ الا يعلم الرسول الاكرموهو من ارسل اليه ان النص الالاهي يذكر التخصيص لضرورة التوضيح باسلوب مؤدب موزون وغير فاضح.  فكيف ينطق صاحب الرسالة بمفردات لا تحترم اسلوب راسالته؟ لا بد ان ندرك ان الفجاجة ليست من ادابه صلى الله عليه وسلم ولا غياب الادب حاشاه من هو على خلق عظيم...
اذا اردنا ان نفهم الخور المعرفي و الحضاري الذي نحن فيه فيجب ان ندرك حجم الهوة التي وضعنا فيها خطاب التبرير والوهم. الم يحارب القران الوهم؟  ان الوهم كما يبين ذلك د. محمد شحرور هو عدو الاسلام وان كل شر مصدره الوهم. الشيطان وهم لان رفض قبول الوهية الله والخطسئة وهم إلخ.  وبذلك فان كل ناشر للوهم هو معاد للدين بما في ذلك من يرفض المنطق و و الدروشة في كل مجالات الحياة.   ان تتين وتسرق وتوهم نفسك انك حامل لواء الدين هو وهم، ان تزرع الارهاب وتساند القتلة وتقول انك مسلم فهذا وهم، ان تساهم في تفقير وتجويع الامة لكي تستمتع انت وتقول ان سياستك الاسلام فهذا وهم ايضا. ان ترى خطك السياسي يقود الى الهاوية ولا خير فيه وتصر عليه فهذاايضا وهم. وتتكدس الاوهام تغوص في الادران قلوب اتباعها حتى لا يبقى من ايمانهم شيئ غير الوهم والايهام والتظاهر.  اليس الوهم هو من اردى فرعون في اليم.  فاذا كان به عقل فكيف يسلك طريقا في البحر اقتفاءا لعدوه موسى؟  .  ، 

1 comment: